حلم يتحطم- المغرب يخسر نهائي كأس أفريقيا للسيدات في لحظات قاتلة

في أمسية اتسمت بالإثارة والتشويق، احتضن الملعب الأولمبي بالرباط مواجهة حاسمة بين سيدات المنتخب المغربي والمنتخب النيجيري، حيث تجددت ذكريات مؤلمة من الماضي.
الحلم بالتتويج كان قاب قوسين أو أدنى، كما كان الحال في نهائي 2022، لكن القدر لم يشأ أن يبتسم للمغربيات، لتنتهي المواجهة بخيبة أمل عميقة.
بداية المباراة كانت مبهرة، حيث سجل المنتخب المغربي هدفين في شباك نيجيريا، الأول عبر تسديدة بارعة من القائدة المتألقة وهدافة البطولة غزلان شباك، والثاني بتوقيع اللاعبة المتميزة سناء المسودي.
ارتجت المدرجات فرحًا، وتعلقت قلوب الجماهير المغربية بتحقيق اللقب، وسط أجواء مفعمة بالأمل والتفاؤل. الشوط الأول شهد أداءً جماعيًا رائعًا، وكأن الفريق يعيد كتابة التاريخ، لكن كرة القدم، بطبيعتها غير المتوقعة، لا تعترف بالنوايا الطيبة وحدها.
في الشوط الثاني، دب الوهن في أداء اللاعبات المغربيات وتسلل التوتر إلى نفوسهن، ثم جاءت اللحظة الحاسمة بقرار من حكم المباراة بالرجوع إلى تقنية الفيديو «الفار»، واحتساب ضربة جزاء لصالح نيجيريا، لم يكن مجرد هدف، بل نقطة تحول في مسار المباراة.
تبدل النسق، وفقد المنتخب المغربي السيطرة على مجريات اللعب، بينما استعادت اللاعبات النيجيريات، بفضل خبرتهن الواسعة في الدوريات العالمية، زمام المبادرة.
استطاع المنتخب النيجيري قلب الطاولة على نظيره في الشوط الثاني، حيث قلصت إستر أوكورنكو الفارق بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة 64، ثم أدركت فولاشادي فلورنس التعادل في الدقيقة 71، قبل أن تسجل جينيفر إيشيجيني هدف الفوز القاتل في الدقيقة 88.
ومع إطلاق صافرة النهاية، تجسدت النتيجة المؤلمة.. خسارة المنتخب المغربي للنهائي، مرة أخرى... أمام منتخب نيجيريا الذي يتربع على عرش الكرة النسائية الأفريقية منذ أكثر من عقد، ويضيف لقبه العاشر إلى سجل حافل بالإنجازات، في بطولة لم يشهد تاريخها سوى فوز ثلاثة منتخبات فقط منذ انطلاقها عام 1998.
على الرغم من الهزيمة، إلا أن لاعبات المنتخب المغربي استطعن أن ينلن احترام القارة بأسرها، ويحظين بتقدير الملايين من المشجعين، وأن يرسخن أسمائهن في عالم كرة القدم النسائية من جديد.